كملحدة، أتلقى العديد من الأسئلة عن معتقدي كوني لا أؤمن باله ليقودني أخلاقياً، برأيي، ان ما يسألوني اياه هو في الحقيقة " اذا كنتِ لا تؤمنين بالله فلابد انكِ عابدة للشيطان".
بالنسبة لشخص درب عقله ليفكر حسب نسق معين لسنوات عدة، يصعب عليه تخيل ما يتجاوز هذه الطريقة في التفكير، وعلى قدر ما يبدو الأمر بسيطاً و واضحاً، هم لا يدركون حقيقة الأمر، أضف الى ذلك أن الكتب المقدسة لا تتيح مجالا للاعتماد على النفس والتفكير التحليلي المستقل، فيصبح النقاش حول فلسفة العيش بدون إله سهلة الضياع بين الكم الكبير من العقبات النفسية في عقل المتدين.
لسبب أو لآخر، توقف المتدينون عن الثقة بي فجأة لحظة ما أخبرتهم أني لا أشترك معهم بالايمان بالاله الذي يعرفونه، في التو أصبحتُ عدوة لمعتقدهم، على قدر ما شعرت بالتحرر لكوني عشت كملحدة في الخفاء لأكثر من عشر سنين، كان بالفعل موقفاً ثميناً الذي وضعت نفسي فيه، أظن أنني لم أكن أتصور قبل الاعلان عن الحادي كيف ستكون الحياة في مواجهة المعتقدات الشائعة، لم أفكر أبدا أن الاخرين سيبدؤون بالنظر الي على أنني شخص خطير وشرير، عندما كنت أخبر الآخرين أنني لست متدينة كان أول ما يقولونه لي هو "أنا لا أحكم عليك لأن ذلك ليس لي بل هو أمر خاص بالله"، أي أنهم كانوا مباشرة يصرفون النظر عن صحة وجهة نظري بدون أن يدركوا ذلك، أيضاً الحكم علي مطلقا بأنني شخص غير جدير بالثقة.
أتذكر قول والدتي (المتدينة لأكثر من 60 عام) لي بأنني شخص متمرد وأن الله سوف يريني كيف أن لا أعبث معه، عن طريق شيء سيء يحدث لي، ليس ليقتلني، ولكن ليريني من هو المتحكم في سير الأمور، وليذكرني أن لا أشكك فيه أبداً، كانت تقول لي (وما زالت) أن شيطاناً يتلبّسني، وأنني سمحت للشيطان أن يخدعني بعدم الايمان بوجود الله، كان ردي هو " كيف لي أن أكون مسكونةً من قبل الشيطان وهو غير موجود؟ كيف لي أن أسمح له بخداعي وأنا لا أؤمن بوجوده أصلا؟"
على طول مدى وجود المسيحية في مجتمع الأمريكيين الأفارقة، كانت هناك هذه الثنائية، الخير والشر، النور والظلام، الله والشيطان، "لا يمكنك اتباع سيدين" كان هذا ما يقوله لنا القس في اجتماعات غسيل الدماغ المتكررة (في دور العبادة)، حتى لو ابتعد عن الله لمدة جزء من الثانية، كنت مُلكاً للشيطان.
اذن لماذا لم أفكر مسبقاً قبل اتخاذ القرار لأعلن عن الحادي؟ بماذا كنت أفكر؟ أعرف الآن أن كوني بدون إيمان بأي اله سيعني شيئاً واحداً للمتدينين، أنني أعبد الشيطان، سؤالي لهم هو " كيف لي أن أعبد الشيطان؟ أنا لا أؤمن بوجوده أصلا!" بعد التفكير بهذا السؤال لفترة، أظن أنني أصبحت أتقبل ظنهم أنني من عبدة الشيطان، ولكن في النهاية، الشخص الذي أرى أنه قائد لحياتي ومسيطر على مصيري هو أنا وليس هو.
بالنسبة للمتدينين المشكلة متأصلة بهذا الشأن، "لا إله الا أنا" يقول إله الكتب المقدسة المزعوم، أما بالنسبة لي فأنا أعبد نفسي (ليس فعلاً ولكنكم تفهمون قصدي)، كوني أعتبر نفسي مسؤولة عن سعادتي و هدفي و ليس الله، يعني شيئاً واحداً للمتدين، أنني شيطانة، لأنه عبر قصة الخلق، كان الشيطان هو الوحيد الذي امتلك الشجاعة ليعاند الله، ومن الواضح أنني فعلت المثل، لهذا أنا تنطبق علي مواصفات الشيطان (في نظر المتدين)، واعتماداً على هذه المعايير، أعتقد أنهم قد فازوا هذه الجولة.